هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التواضــــع

اذهب الى الأسفل

التواضــــع Empty التواضــــع

مُساهمة من طرف islam99 26.05.08 8:11

[center][font:5609=Arial]إن الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأحبابه، وأتباعه وعلى كل من أستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

فهذا درس من دروس العقيدة لمعهد إعداد الدعاة، ومازلنا بحول الله وطوله مع مقدمة حديث جبريل، وكنا قد شرعنا فى المحاضرة الماضية فى بيان آداب طالب العلم.. اقتباسا من هذه الفقرة الأولى من فقرات هذا الحديث المبارك. وتوقفنا مع لفظ الإمام النسائى من حديث أبى ذر أنه قال: وإنا لجلوس ورسول الله فى مجلسه- هذا لفظ النسائى- إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها، وأطيب الناس ريحا، كأن ثيابه لم يمسها دنس حتى سلم أى على النبى .. فقال: السلام عليك يا محمد .. فرد النبى .
فقال: أأدنو يا محمد؟ .. فقال النبى : " ادن" .. اقترب .. فما زال يقول: أادنو يا محمد مراراً والنبى يقول له: "أدن .." حتى وضع يده على ركبتى رسول الله فقال: يا محمد أخبرنى عن الإسلام .. إلى آخر الحديث.([1])

وذكرت أن هذه الرواية تفيد أن السائل قد اقترب من النبى حتى وضع يده على فخذى أو ركبتى رسول الله وهناك روايات أخر تفيد بأن السائل لم يضع يداه على فخذى رسول الله وغنما وضعهما على فخذى نفسه وأخذنا من هذا درسا ينبغى أن نقف أمامه مليا ألا وهو ما ينبغى أن يكون عليه طالب العلم بين يدى معلمه، وما ينبغى أن يتحلى بها طالب العلم بين يدى معلمه وشيخه وقلت: بأن أول أدب ينبغى أن يتحلى به طالب العلم الإخلاص وصدق النية ثم طهارة القلب والنفس والجوارح من الذنوب والمعاصى، لأن العلم نور يقذفه الله فى القلب والمعصية ظلمة تطفئ ذلك النور.. كما قال الإمام مالك للشافعى رضى الله عنهما: يا شافعى إنى أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً لا تطفئه بظلمة المعصية.

قال عبد الله بن مسعود : ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يقذف فى القلب.. وذلك مأخوذ من قول الله عز وجل: { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (282) سورة البقرة ولا يستشكل عليك معنى الآية: إذا علمت المعنى الحقيقى للتقوى الذى يقول فيه عبد الله بن مسعود : التقوى هى أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر . إذا وقفت مع هذه الأركان فهمت المعنى المقصود لقول الله عز وجل: { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (282) سورة البقرة

انتهينا فى اللقاء الماضى عند هذين الأدبين من الآداب التى ينبغى أن يتخلى بها طالب العلم .. أما الأدب الثالث وهو من أهم الآداب على الإطلاق لطلاب العلم هو التواضع .. وأود أن أبين لحضراتكم لطيفة هامة جداً فى هذا الموطن .. يخطئ فيها كثير من الدعاة وكثير من طلاب العلم ينبغى أن نعلم أنه لا يقال : تواضع إلا لكبير من الناس لحاكم لعالم لغنى هذا هو الذى ينبغى أن يقال له: تواضع، لأنه يخشى أن يكبر فى عين نفسه أتاه الله حكماً، أتاه الله علما، أتاه الله مالا أو جاها أو ثراء فهذا هو الذى ينبغى أن يذكر بالتواضع فيقال له: تواضع حتى لا يعجب بنفسه أو بمنصبه أو يجاهه أو بعلمه، أما الإنسان العادى فلا يقال له: تواضع .. رجل ليس عالماً وليس حاكماً وليس ثريا ولا غنيا أو كبيرا هذا لا يقال له تواضع وإنما يقال له: لا تضع نفسك فى غير موضعها . فالتواضع إنما هو ممن أتاه الله نعمة كحكم أو ملك أو علم أو ثراء أو جاه او سلطان. ومن ثم على أى شئ نحن الطلاب نتكبر ليقال لنا: تواضعوا على أى شئ يتكبر طالب العلم الذى لازال فى أولى مراحل طلبه؟ على أى شئ يشمخ بأنفه؟ على أى شئ يتعالى؟ هذا لا يقال له: تواضع يا طالب العلم إنما يقال له: لا تضع نفسك فى غير موضعها .. وإنما ينبغى أن يقال للعلماء إذا رأينا عالما من العلماء قد أعجب بنفسه أو بعلمه أو بجمهوره أو بطلابه هذا هو الذى ينبغى أن يقال له: تواضع أتق الله وتذكر فضل الله تعالى عليك وأن ما بك من نعمة فمن الله عز وجل ، أما رجل لا يملك شيئاً من هذا فلا ينبغى أن يقال له: تواضع وإنما ينبغى أن يقال له: لا تضع نفسك فى غير موضعها.

فالتواضع يا إخوة من أحسن ما ينبغى أن يتحلى به طالب العلم.

ما هو التواضع؟ التواضع: هو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل لخلق الله .. قف مع هذا التعريف مرة أخرى . التواضع : هو أنكسار القلب لله، وخفض جناح الذل لخلق لله .. تدبرت هذا التعريف الجميل .. قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } (29) سورة الفتح أعزة على الكافرين ، أذلة على المؤمنين .. ترى المؤمن هيناً ليناً ذلولا ذليلاً لله ثم لإخوانه متواضعاً بينهم لا يشمخ بأنفه، ولا يتعالى لأنه يعلم يقيناً أنه كلما ازداد تواضعاً لله كلما رفعه عز وجل وعلى قدر تواضعك فى إخلاص على قدر ما يرفعك رب الناس جل وعلا.[/font][/center]

islam99
عضو فعال
عضو فعال

المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 19/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى